مناقشة رسالة ماجستير حول "التحولات في النظام الدولي وأثرها على القضية الفلسطينية منذ العام 1991م وحتى 2023م"
ناقشت كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الاستقلال اليوم الثلاثاء رسالة ماجستير للطالب أنس يوسف الكرم والموسومة "التحولات في النظام الدولي وأثرها على القضية الفلسطينية منذ العام 1991م وحتى 2023م ".
وتكونت لجنة المناقشة من د. اياد أبو زنيط (مشرفاً) و د.نظام صلاحات (ممتحناً داخلياً)، و د. فادي جمعة (ممتحناً خارجياً) وبحضور عدد من أعضاء الهيئة التدريسية.
وهدف موضوع الدراسة على محاولة فهم التحولات التي تجري في العالم، والاضطرابات الدولية التي قد تنهي عصر الدولة العظمى بالعودة إلى منظومة الدول الكبرى، ثنائية أو متعددة، ومدى انعكاسها على مجمل سير الاحداث في القضية الفلسطينية، والتعرف على طبيعة النظام الدولي ومراحل تطوره، وكافة المفاصل التي مرت بها تلك التحولات والتطورات، والسياقات التي رافقت تلك الفترة الزمنية،وإعادة قراءة وتفكيك مجموعة من الأطروحات التي يتم الاعتماد عليها في تحليل بنية النظام الدولي والتي قدمها باحثون أو صدرت من مؤسسات تعنى بهذا السياق، بالإضافة لمحاولة فهم ومعرفة مكونات المعادلة الدولية وكيف يمكن أن تسهم هذه المعادلة في التأثير على سير الأحداث المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ورصد وتحليل التحولات التي طرأت على النظام الدولي منذ العام 1991م.
كما هدفت الدراسة لمعرفة أثر التحولات الدولية على القضية الفلسطينية، والتعرف على مستقبل القضية الفلسطينية في ظل التحولات الواقعة على النظام الدولي، و على الوسائل والاستراتيجيات التي يستخدمها النظام الدولي في التحول، وإيجاد الدول (كروسيا والصين) تموضع جديد لنفسها داخل إطار نظام أحادي القطبية،وتوضيح وفهم المتغيرات التي حدثت في بنية النظام العالمي على منظومة القيم العالمية سياسياً وثقافياً واقتصادياً، وكيف أثرت على القضية الفلسطينية.
وتعد هذه الدراسة من الدراسات التحليلية النوعية، واعتمد الباحث على أكثر من منهج بحثي و هما المنهج الوصفي التحليلي ، و منهج (مقاربة) الاستمرارية والتغيير،بهدف تفكيك وتحليل مشكلة الدراسة تمهيدا للوصول إلى إجابات على أسئلة الدراسة والخروج بالنتائج والتوصيات.
و أظهرت الدراسة العديد من النتائج و التي جاءت على النحو الآتي:
أن التحولات الدولية أثرت على الإطار الإقليمي للقضية الفلسطينية، حيث تشكلت تحالفات جديدة وتغيرت ديناميات التفاعل بين الدول في المنطقة.
-أن التحولات الدولية أثرت على الجوانب السياسية والدبلوماسية للقضية، مما أدى إلى تغيير في مواقف الدول والمؤسسات الدولية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
-أهمية الدور الدولي وتأثير التحالفات الكبرى في تحديد مسار حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، و يبرز أن التفاعلات الدولية والتحالفات تلعب دورًا حيويًا في توجيه التطورات والجهود نحو التسوية.
-أن التحولات الدولية لها تأثير كبير على العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر في القضية الفلسطينية.
-تسلط الدراسة الضوء على أهمية الإعلام ودوره في تشكيل توجهات الرأي العام الدولي، أن تحولات العلاقات الدولية تعكس تغيرات في التغطية الإعلامية والمحتوى الإعلامي، مما أدى إلى تأثيرات كبيرة على توجهات الرأي العام الدولي تجاه القضية الفلسطينية.
-كيفية تأثرت التحولات الدولية في تحديد مصير الدعم الدولي للتنمية الاقتصادية في المناطق الفلسطينية. من خلال تغييرات في النظام الدولي، تأثرت مسارات وأوجه الدعم الاقتصادي المقدم للفلسطين، سواء كان ذلك من خلال المساعدات الإنسانية المباشرة أو الدعم الاقتصادي والتنموي.
-أن تحولات النظام الدولي لها تأثير كبير على جهود السلام وعمليات المفاوضات المتعلقة بالقضية الفلسطينية. يتسم السياق الإقليمي والدولي بديناميات تتغير بشكل مستمر، مما يلقي بظلاله على المساعي السلمية المبذولة لحل النزاع.
-أن التحولات الدولية تلعب دورًا بارزًا في تحديد السياقات السياسية التي قد تؤثر على حل الصراع في المستوى الإقليمي.
تأثير كبير للتحولات الدولية في التفاعلات بين الدول العربية، وقد كان لها دور بارز في تشكيل مواقف هذه الدول تجاه القضية الفلسطينية.
-أن التحولات في دور الولايات المتحدة قد أثرت بشكل كبير على السياق الإقليمي والدولي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
-أن التحولات الاقتصادية في النظام الدولي تثير مجموعة من التحديات التي قد تؤثر بشكل كبير على قضية الفلسطينيين.
حيث ختمت الدراسة بتقديم توقعات حول مستقبل القضية الفلسطينية في السياق الإقليمي والدولي، حيث تشير النتائج إلى أن التحولات المستقبلية قد تكون محورًا لتحديات جديدة أو فرص مبتكرة لتحقيق التسوية والسلام.
وقد أوصى الباحث بدراسته بتعزيز التواصل والتنسيق بين الدول الفاعلة على الساحة الدولية لتعزيز الفهم المشترك للتحولات الدولية وتأثيرها على القضية الفلسطينية. يمكن تنظيم مؤتمرات دولية أو منتديات لتبادل الآراء والخبرات وتحديد النقاط المشتركة، وينصح بتعزيز دور المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في تعزيز الوعي الدولي بشأن القضية الفلسطينية، و يمكن تقديم الدعم لمشاريع المجتمع المدني التي تعمل على نشر المعلومات وتوجيه الرأي العام الدولي، و ينبغي تحفيز الدور الفعّال للدول الكبرى والمؤثرة على الساحة الدولية، مع التركيز على تحقيق التوازن والعدالة في التعامل مع القضية الفلسطينية.
-يمكن تعزيز الحوارات والضغوط الدولية لتحقيق تقدم في حل الصراع، وتشجيع الدول الداعمة للقضية الفلسطينية على تقديم دعم اقتصادي مستدام، مع التركيز على تحسين الظروف المعيشية وتعزيز فرص التنمية المستدامة في المناطق الفلسطينية، و تعزيز دور وسائل الإعلام في نقل الحقائق والتأثير على الرأي العام الدولي.
-يمكن تنظيم حملات إعلامية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي بالتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، و تعزيز الجهود في مجال التعليم والثقافة لتعزيز الفهم العالمي للقضية الفلسطينية. يمكن تطوير برامج تثقيفية وتدريبية للشباب والشرائح المجتمعية لتعزيز الوعي بالتحولات الدولية وتأثيرها.
كما شملت التوصيات دعم جهود التسوية والسلام الدولية، مع التأكيد على الالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة إيجاد حلاً عادلًا وشاملاً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، و تشجيع الدول الداعمة للقضية الفلسطينية على تقديم دعم اقتصادي مستدام، مع التركيز على تحسين الظروف المعيشية وتعزيز فرص التنمية المستدامة في المناطق الفلسطينية.
وفي الختام، أشادت اللجنة بجهود الباحث وبعرضه المتميز لموضوع الدراسة، وأوصت بنجاحه بعد الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات اللازمة، لإثراء الجانب البحثي في الدراسة.