الاستقلال تستضيف مبادرة مدافعون .. وتتوج بفوز فريق غزة
28 يونيو 2024

جزءًا من مساهمتها في عملية التغيير وتحقيق العدالة ومحاكاة الوضع الإنساني الفلسطيني وتعزيز قدرات الشباب، استضافت جامعة الاستقلال، اليوم الأربعاء، مبادرة مدافعون- أفضل مرافعة قانونية لطلبة كليات الحقوق الفلسطينية أمام محكمة العدل الدولية حول جريمة الإبادة الجماعية.

وعقدت بمشاركة 5 فرق من كليات الحقوق في الجامعات الفلسطينية الآتية (القدس، النجاح الوطنية، الخليل، العربية الأمريكية، الاستقلال، بيرزيت، الكلية العصرية، فلسطين الأهلية)، وبالشراكة مع منتدى شارك الشبابي،، ووزارة الخارجية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

وجاءت الفعالية بحضور، محافظ محافظة أريحا والأغوار د.حسين حمايل، نواب الرئيس للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي د. نايف جراد، العسكرية العميد زاهر صباح، الإدارية والمالية د. علي عيايدة، مساعد الرئيس للإعلام والعلاقات العامة والدولية د. إياد مسعود، المدير التنفيذي لمنتدى شارك د. بدر زماعرة، عميد كلية القانون د. عصام الأطرش وأعضاء الهيئة التدريسية، د. خيرية يحيى عميدة الدراسات العليا والبحث العلمي، عميدة كلية القانون في جامعة النجاح د. نور عدس وممثلين عن كليات الحقوق في الجامعات الفلسطينية.

وخلال الجلسة الافتتاحية، رحب د. جراد بالحضور في رحاب "الاستقلال"، ناقلًا تحيات رئيس الجامعة معالي أ.د. نور أبو الرب، ومؤكدًا زخم الفعالية ووزنها على المستويين المحلي والدولي، والذي ترافق مع عمل "محكمة صورية عالمية لفلسطين" حول ممارسات الاحتلال الصهيوني من جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي في غزة والضفة والداخل، في ضوء تضييق أحوال المعيشة وفرض قيود على الحركة واستمرار عمليات الهدم والاعتقال وغيرها من الانتهاكات اليومية التي طالت كافة أبناء شعبنا.

وأردف جراد "ورغم ذلك نحن شعب الجبارين وبقاؤنا على الأرض هو إفشال لمخططاتهم، ما يستدعي تعزيز صمودنا ووجودنا ووحدتنا الوطنية، وصولًا لانتزاع حقنا في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة".

واختتم كلامه بالثناء على جهود المشرفين للتوجيه وتطوير مهارات الطلبة المعرفية وحسن الإلقاء ومحاكاة مختلف الأدوار في المحكمة، متمنيًا أن تتكلل مرافعاتهم بالنجاح والتوفيق والتميز.

ومن جهته، أشاد د. حمايل بهذا العمل الأكاديمي الطلابي الرائع، وتسليط الضوء على هذه القضية المهمة والخطيرة من قبل الجامعات الفلسطينية، وأهمية النشاطات اللامنهجية في ملء الفجوة المعلوماتية التي قد لا تغطيها الكتب على مقاعد الدراسة، وتعزيز الوعي القانوني لدى فئة الشباب.

وأضاف عطوفة المحافظ "نحن أمام نخبة من الطلبة نباهي بهم العالم أجمع، ونظام تعليمي منتج رغم الظروف الصعبة التي نمر بها، فالفلسطيني لا زال مبدعًا في كافة المحافل والمجالات"، ناقلًا تحيات فخامة الرئيس محمود عباس.

ومن باب بث الأمل وزرع الروح المعنوية العالية وجه حمايل رسالته للطلبة" التزموا بعملكم وسيروا على الاتجاه الصحيح بعيدًا عن التحريض وإثارة الفتن وبيع الوهم، واحملوا الهم والعبء الوطني دون الاستهانة بأي مجهود تبذلونه وإن كان يتمثل بمنشور إلكتروني يجسد مدى الألم والمعاناة التي يعيشها الفلسطيني أو يظهر مدى نجاحكم وتحديكم للواقع، فقد يجوب صداه أسماع العالم وأنظاره، بل قد تقفوا يومًا في محكمة العدل الدولية، لذلك ناضلوا لأجل أحلامكم وطموحاتكم، يتحقق مبتغاكم".

وأعرب د. زماعرة عن سعادته بهذا الصرح العلمي الكبير، مشيرًا إلى الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الجانبين ضمن فعاليات وأنشطة نوعية وشبابية تصب في إطار العمل الوطني وخدمة الصالح العام وعلى رأسها إنشاء محكمة صورية داخل كلية القانون تقدم جلسات ونقاشات محورية، وهذه المبادرة جاءت نتاج تدريب مهني ودبلوماسي مكثف على مدار 30 يومًا وستخضع المرافعات للجنة تحكيم مكونة من 7 أعضاء كتجربة جديدة من نوعها بالنسبة للمشاركين، "فنحن نشهد مجموعة من الشباب تتمتع بأسلوب قوي ولغة رصينة وشغف تنافس جهابذة القانون في العالم، ونستطيع أن نحارب بهم في المعركة القادمة، كونهم يمثلون اليوم صوت الحق في ظل ظروف إنسانية مآساوية مروعة يشهدها القطاع بفعل آلة الحرب الإسرائيلية ".

وتطرق زماعرة للجهود الرسمية ممثلة بوزارة الخارجية الفلسطينية في محكمة لاهاي خلال الدعوة التي قدمتها جنوب إفريقيا لمحاكمة إسرائيل، عبر المستندات والإثباتات التي تدلل صحة الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في عدوانه التصعيدي على غزة.

وألقت كلمة الطلبة المشاركين الطالبة سالي جبوري من "العربية الأمريكية" منوهة إلى انطلاق برنامج مدافعون إيمانًا بأهمية العمل القانوني لنصرة قضيتنا وتصحيح المفهوم الشائع حول عدم جدوى محكمة العدل الدولية، قائلة" نحمل اليوم ملف الإبادة الجماعية فلا يضيع حق وراءه مطالب ولو بعد 100 سنة، وهذا نابع من الشعور بالمسؤولية الفردية ومحاولة لإعلاء صوت أهل غزة ومساندتهم بكافة السبل الممكنة إزاء الإحساس بالعجز والتقصير والوقوف أمام عالم أصم متغاضيًا، وإنه لشرف جليل أن نترافع لنمثلهم وسط ما يتعرضون له من جرائم مخالفة للقانون الدولي".

كما تخلل الافتتاح عرض فيديو توضيحي لمراحل المشروع، والاستفادة المرجوة التي حققها للطلبة ومنها إعداد المرافعات وكيفية صياغتها، والتعرف على اختصاصات محكمة العدل الدولية، والاطلاع على تجارب وخبرات شخصيات ملمة بهذا الصدد.

فيما تضمنت الجلسة الثانية والتي عقدت داخل صرح المحكمة الصورية لجامعة الاستقلال، مرافعات الفرق الخمسة (رفح، الشجاعية، غزة، جباليا، خانيونس).

وفي نهاية المرافعات، تداولت هيئة القضاة والمحكمين المكونة من الدكتورة نجاح الدقماق رئيسًا، وعضوية كلا من الدكتور محمد اشتية، والدكتور بدر زماعرة، والدكتور محمد جرادات، والدكتور فادي شديد، والدكتور محمود علاونة، والدكتور حسام شلالدة، وأخذت قرارًا بفوز فريق غزة كافضل مرافعة قانونية تحاكي الوضع الإنساني في غزة .

وفي ختامها، أعلنت اللجنة فوز فريق غزة بالمرتبة الأولى ضمن محددات: جودة العرض والتقديم، واللغة القانونية السليمة، والاستعانة بالوقائع والأحداث، وتنوع الحجج والسوابق القضائية، وضم الفريق ٦ طلبة كالآتي: فاطمة جرار - الجامعة العربية الأمريكية، رهف عبدالله - جامعة النجاح الوطنية، أمير الجرادات -جامعة الاستقلال، منية الله مناصرة - جامعة الخليل، سارة أبو غوش - جامعة بيرزيت، آية حداد - جامعة القدس أبو ديس.