مشاركة النائب الأكاديمي بندوة حول الكوارث المرتبطة باحتلال الأراضي
30 يونيو 2024

شارك د. نايف جراد نائب رئيس جامعة الاستقلال للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي، مساء اليوم الأحد، في ندوة علمية" الكوارث المرتبطة باحتلال الأراضي الفلسطينية- ماذا نتعلم من صمود ونضال الشعب الفلسطيني"، والتي نظمتها منظمة المجتمع العلمي العربي"، بإدارة د. عصام شحرور رئيس جائزة أرسكو لإدارة الكوارث والتخفيف من آثارها.

 

استعرض د. جراد نبذة موجزة حول نشأة جامعة الاستقلال ورؤيتها الاستراتيجية، وما وصلت إليه من تطورات وإنجازات حديثة وعلى رأسها تدريس ٤٥ برنامج أكاديمي على صعيد البكالوريوس والدبلوم المتوسط والمهني والماجستير، من خلال التشبيك مع المجتمع المدني و المؤسسات الوطنية والأمنية ذات العلاقة والاختصاص، والهادفة لتلبية احتياجات السوق المحلي والمنظومة الأمنية، وخلق جيل جديد يمتع بمهنية واحتراف عاليين، وبما يواكب المستجدات العلمية والتكنولوجية.

وتحدث د. جراد بإسهاب حول المحطات المفصلية التي مرت بها القضية الفلسطينية وتداعياتها على النحو التالي: ما قبل عام ١٩٢٩ والتي تمثلت بإنشاء مراكز ثقافية وجمعيات للتعريف بالمشروع الصهيوني ورفع مستوى الوعي لمواجهة الغزو الاستعماري ورعاة الانتداب البريطاني، وما بعد ١٩٢٩ وتجسدت هذه المرحلة بنشوء أعمال نضالية كفاحية مسلحة وتشكيل الأحزاب واندلاع إضراب طويل استمر لمدة ٦ أشهر وعصيان مدني تمخض عنه ثورة ٣٦ التي تركت بصمة لافتة في التاريخ الفلسطيني المعاصر وكان من أهم مطالبها إيقاف الهجرة اليهودية لفلسطين ومنع انتقال الأراضي إليهم.

كما تطرق جراد إلى فترة ما بين ٤٨-٦٧ (النكبة والنكسة) ومنعطفاتها الخطرة ومنها الاستيلاء على الأرض والموارد الطبيعية وإمكانات الإنتاج، وتهجير عدد كبير من الفلسطينيين بشكل قسري، وإثارة الخوف والرعب بين صفوفهم واندثار الأحزاب القائمة أو انخراطها في أخرى عربية وغيرها من المحاولات لتصفية القضية وطمس الهوية، تمهيدًا لإقامة وطن قومي لليهود كما جاء في وعد بلفور الذي تبنته بريطانيا عام ١٩١٧، لتبدأ بعد ذلك محاولات لإنشاء الروابط والاتحادات النقابية و المؤسسات وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد عام ١٩٦٤.

 

وأشار جراد بتسلسل دقيق إلى محطة ما بعد ١٩٦٧ حتى أوسلو، انطلاقًا من معركة الكرامة عام ١٩٦٨ والتي تظافر بها النضال الثوري الفلسطيني مع الجيوش العربية، مرورًا باستمرار الكفاح المسلح وتجديد أواصر العلاقة مع فلسطيني الداخل المحتل، ولجوء الفلسطيني للتعلم وإبداعه بمختلف المجالات ومساهمة الأيدي الفلسطينية في بناء ونهضة الأقطار العربية، وإقامة تحالفات دبلوماسية إقليمية ودولية، وصولًا لأوسلو لاستعادة وضع القدم على الأرض وفرض السيادة وإقامة الدولة، وبالرغم مما حصل من تحولات عمرانية ملموسة وعلى صعيد البنية التحتية إلا أنه حدث سيطرة إسرائيلية أمنية على المعابر والحدود وتوسع استيطاني بالضفة الغربية.

وقدم جراد لمحة موجزة حول الفترة ما بين ٢٠٠٠ حتى وقتنا الراهن ومن أبرز ملامحها، اندلاع انتفاضة الأقصى، ومن ثم انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة عام ٢٠٠٥، تهويد القدس والضفة، ونقل المخططات الصهيونية بشكل ممنهج ومدروس إلى حيز التنفيذ والمتمثلة ب "صفقة القرن" أو ما يدعى ب" إسرائيل العظمى"، لنشهد اليوم حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي في غزة تنفي مزاعم الاحتلال وادعاءات الباطلة بشأن الديمقراطية والأخلاقية، ويثبت للعالم أجمع مقاصده الحقيقية الرامية إلى قتل الفلسطينيين واقتلاع جذورهم وتجويعهم.

واختتم جراد كلامه بالتأكيد على قدرة الفلسطيني على الصمود والتحدي والتكيف مع الظروف، داعيًا لوحدة الصف الوطني وجز كافة التقسيمات المناطقية والفصائلية في الذود عن الوطن ومجابهة العدو الصهيوني وأدواته التدميرية الشرسة.

ومن جهته، شكر د. شحرور النائب الأكاديمي على قبول الدعوة وإفادة الحضور من تجاربه الغنية وحصيلة معارفه ومسيرته المهنية والشخصية، وأهمية الموضوع المطروح في تسليط الضوء على الكوارث التي مر بها الشعب الفلسطيني على مدار نحو ١٠٠ عام، وكيف طور وسائله لتعزيز صموده والدفاع عن نفسه.

والجدير ذكره، أن منظمة المجتمع العلمي العربي تأسست عام ٢٠١٠ وهي مشروع يهتم بالعلم وممارساته لجعله جزءًا أساسيًا من ثقافة المجتمع العربي، وتعزيز أخلاقيات البحث العلمي، وتكريس تقاليدهِ الأكاديمية، وزيادة فاعليته، وتشجيع الإبداع والابتكار، والارتقاء بالمستوى العلمي في المجتمع العربي وتأهيله لحل المشاكل والأزمات