مركز الاستقلال ينظم ندوة إلكترونية حول الوضع الإنساني في غزة بعد مرور عام على الإبادة الجماعية
نظم مركز الاستقلال للدراسات الاستراتيجية في جامعة الاستقلال الإثنين الماضي ندوة إلكترونية بعنوان "الوضع الإنساني في غزة بعد مرور عام على الإبادة الجماعية"، بمشاركة عشرات الباحثين والنشطاء والشباب، عبر برنامج زووم. حيث أدار الندوة مهند ياسين الباحث والأكاديمي في مدير مركز الاستقلال للدراسات الاستراتيجية.
واستعرضت نيبال فرسخ الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني الآثار الكارثية للعدوان الإسرائيلي على البنية التحتية والخدمات الأساسية في قطاع غزة، مشيرة إلى الدمار الشبه الكامل في الأحياء السكنية، حيث تم تدمير 70% من المنازل، مما أجبر أكثر من مليوني فلسطيني على النزوح المتكرر بحثاً عن الأمان، كما تطرقت إلى شح المياه الصالحة للشرب وصعوبة الحصول على الغذاء، مما ترك معظم السكان محرومين من احتياجاتهم الأساسية، في ظل تدمير شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي.
وأوضحت فرسخ أن نقص الخدمات الصحية تفاقم بعد استهداف المستشفيات، حيث يعمل 17 مستشفى فقط من أصل 36 بشكل جزئي، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، وتحدثت أيضاً عن أوضاع الأطفال، حيث يعاني الملايين من الصدمات النفسية، مع انتشار أمراض خطيرة وسط نقص كبير في المساعدات الإنسانية.
وفي حديثه، تناول د. تحسين الأسطل، عضو المجلس الوطني ونائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، دور الإعلام في نقل معاناة الفلسطينيين، مشيراً إلى التحديات الهائلة التي يواجهها الإعلام المحلي في ظل القمع الإسرائيلي الممنهج، والذي تسبب بتدمير المؤسسات الإعلامية واستشهاد عشرات الصحفيين، مؤكداً أن الإعلام الفلسطيني، رغم التضحيات، يواصل دوره النضالي لكشف جرائم الاحتلال، لكنه يعاني من تشتت بسبب الانقسام الداخلي، مما يؤثر على وحدة الخطاب الإعلامي.
وأشار الأسطل إلى الإعلام الدولي المنقسم بين متعاطف ومتأثر بأجندات خارجية، ما يؤدي إلى انحياز في التغطية أحياناً، واستخدام مصطلحات تبرر أفعال الاحتلال، مشدداً في ختام حديثه على أهمية التركيز على الخطاب الإنساني الذي يلامس مشاعر العالم، ومؤكداً أن للإعلام دوراً حاسماً في محاسبة الاحتلال ومنع إفلاته من العقاب الدولي.
أماً أستاذ القانون الدولي في جامعة الاستقلال د. أحمد أبو جعفر، استعرض الأبعاد القانونية للعدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، مسلطًا الضوء على انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. وأوضح أبو جعفر أن أفعال إسرائيل تجاه المدنيين من قتل جماعي وتدمير ممنهج للبنية التحتية تعتبر جرائم حرب وإبادة جماعية حسب ميثاق روما واتفاقيات جنيف، مؤكداً أن إسرائيل تستخدم مزاعم "الأخلاقية" لتبرير هذه الانتهاكات، مدعومة بتصفيق دولي يكاد يشرعن العدوان.
وأشار أبو جعفر إلى أهمية تفعيل دور محكمة الجنايات الدولية، داعياً إلى محاكمة القادة الإسرائيليين المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في غزة، وأضاف أن تمييز العالم بين المقاومة المشروعة والإرهاب بات حاجة ملحة، موضحاً أن مقاومة الاحتلال حق مشروع وليس إرهاباً، وختم بأن مسؤولية المجتمع الدولي هي دعم جهود المحاسبة ومنع الإفلات من العقاب، داعياً لدعم الفلسطينيين في نضالهم القانوني والحقوقي.