المؤتمر الوطني الثاني: شراكة استراتيجية لتعزيز التدريب والتنمية البشرية وبناء قوى أمنية قادرة على مواجهة التحديات
تحت رعاية وحضور معالي وزير الداخلية الفلسطينية اللواء زياد هب الريح، وبالشراكة مع جامعة الاستقلال عقدت هيئة التدريب العسكري لقوى الأمن الفلسطيني وبتعاون وشراكة ثلاثية مع الاستقلال، وكلية العلوم الإسلامية، والكلية الذكية الجامعية للتعليم الحديث اليوم الأربعاء المؤتمر الوطني الثاني "التدريب ودوره في التنمية البشرية في قوى الأمن الفلسطيني" وذلك في مقر معهد التدريب المركزي في هيئة التدريب العسكري لقوى الأمن الفلسطينية.
جاء ذلك بحضور اللواء ركن محمود هارون رئيس هيئة التدريب العسكري، والدكتور علي عيايدة رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر وممثلاً عن الشريك "جامعة الاستقلال "، و الأستاذ الدكتور خالد السراحنة عميد كلية العلوم الاسلامية،والدكتورة آسيا القواسمة ممثلة عن الكلية الذكية الجامعية للتعليم الحديث، والعقيد الدكتور عايد الحموز رئيس اللجنة التحضيرية، والدكتور عبد الفتاح الشملة رئيس اللجنة العلمية، وممثلين من مختلف قوى الأمن ، وأعضاء اللجان العلمية ، والتحضيرية والتنظيمية والإعلامية، والفنية.
وافتتح المؤتمر بقراءة آيات عطرة من القرآن الكريم ،والسلام الوطني الفلسطيني ، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
وفي كلمة معالي وزير الداخلية اللواء هب الريح استهلها بالترحيب بالمشاركين، معبراً عن اعتزازه بالتواجد بينهم، ناقلاً تحيات الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء، متمنياً النجاح لأعمال المؤتمر في تحقيق أهدافه.
وأوضح اللواء هب الريح أن انعقاد المؤتمر يتزامن مع المساعي الوطنية نحو الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مشيراً إلى أن الحكومة الفلسطينية، ووزارة الداخلية تحديداً، تضع التدريب وتطوير الموارد البشرية على رأس أولوياتها، حيث سيكون عام 2025 عاماً للتدريب المركزي والأساسي لتوطين التدريب والاستثمار في الكوادر البشرية المؤهلة، بما يعزز الأداء وسرعة الاستجابة،مؤكداً على أهمية المؤتمر في توفير بيئة ملائمة وبرامج تدريبية تسهم في تطوير مهارات موظفي المؤسسات الحكومية المدنية والأمنية.
بدوره عبر اللواء ركن ابو هارون عن سعادته واعتزازه بانعقاد المؤتمر الوطني الثاني في هيئة التدريب العسكري لقوى الأمن الفلسطيني، ومعهد التدريب المركزي، والذي يهدف إلى تطوير التدريب والارتقاء به بأساليب علمية حديثة، تعزيزاً للتنمية البشرية في قوى الأمن الفلسطيني، وانسجاماً مع توجيهات القيادة الفلسطينية ورؤيتها الإستراتيجية، مشدداً على أن هذا المؤتمر يأتي استكمالاً للمؤتمر الأول المنعقد في مايو 2023، ويهدف إلى مواجهة التحديات وتحقيق الكفاءة في تدريب الموارد البشرية، حيث يركز على تطوير المناهج والبرامج التعليمية، وتعزيز البحث العلمي، لضمان مخرجات عملية تُترجم إلى واقع ملموس يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار للوطن والمواطن.
وفي مقابلة مع رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر الدكتور علي عيايدة تحدث قائلاً: " أن المؤتمر الوطني الثاني يمثل منصة حيوية لتطوير العمل الأمني عبر تعزيز التعاون المشترك مع المؤسسة الأمنية الفلسطينية، في سبيل تطوير قدرات الكوادر العاملة واستثمار الطاقات وفق أسس علمية ورؤى واضحة.
وأردف الدكتور عيايدة " اننا على ثقة بأن هذا المؤتمر سيحقق غاياته المرجوة من خلال تسليط الضوء على أبرز التحديات والفرص التي تواجه قطاع الأمن، واستعراض التجارب الناجحة التي تساهم في رفع كفاءة الأداء وتعزيز الاستقرار المجتمعي، ونبارك هذه الخطوة المهمة، ونتمنى النجاح والتوفيق لجميع الباحثين واللجان المشاركة، في سبيل تحقيق تطلعات شعبنا نحو الحرية والاستقلال، وبناء دولة مؤسساتية قادرة على مواجهة التحديات الراهنة."
وفي سياق متصل، ألقت دكتورة آسيا القواسمة كلمة شركاء المؤتمر، حيث أكدت أن هذا الحدث يعكس الإرادة الفلسطينية الصلبة في مواجهة التحديات، ويعزز سعيها لتحقيق التنمية المستدامة من خلال التعليم والتدريب العصريين، بما يتماشى مع متطلبات مهارات القرن الحادي والعشرين.
وأشارت إلى أهمية التدريب كأداة فعّالة لصقل المهارات وتحقيق التفوق في العمل، خاصة في ظل ما تفرضه الثورة الصناعية الرابعة من تحولات، كما سلطت الضوء على الدور الحيوي للمؤسسات التعليمية، مثل الكلية الذكية الجامعية، في تبني نهج التعليم المبني على المهارات، في إطار رؤية استراتيجية شاملة تدمج الجهود الحكومية مع مؤسسات المجتمع المحلي لبناء مهارات تتناسب مع تحديات العصر الحديث.
من جانبه تحدث رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عبد الفتاح الشملة، عن أهمية الاستثمار في القوى البشرية باعتباره الأكثر ضرورة وجدوى، مشيراً إلى نجاح التجارب المحلية والعالمية في هذا المجال، مما أدى إلى تعزيز التنظيمات التي تهدف إلى تحقيق هذا الاستثمار بدعم من الكفاءات والموارد اللازمة، موضحاً أن التدريب، الذي أصبح أولوية في المؤسسات المدنية، يحظى بأهمية أكبر في المؤسسات الأمنية، خاصة في الواقع الفلسطيني المعقد حيث تتصارع جهود الاحتلال مع جهود التحرير، مما يضيف أعباءً كبيرة على الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى دور هيئة التدريب في تعزيز فعالية التدريب من خلال المفاهيم المتقدمة والبحث الميداني، والاستفادة من التجارب والكفاءات الوطنية والجهود الأكاديمية
وأوضح الدكتور الشملة أن اللجنة العلمية استقبلت أكثر من 36 بحثاً، تأهل منها 23 بحثًا للعرض خلال المؤتمر، داعياً الحضور إلى التفاعل معها لتطوير السياسات والممارسات التدريبية.
وهدف المؤتمر إلى تحديد الفرص والتهديدات التي تواجه عملية تدريب الموارد البشرية للعاملين في قطاع الأمن وتحليلها، ودراسة دور الحوكمة الإلكترونية (كركيزة إلكترونية داعمة في تطوير القوى البشرية في قطاع الأمن، ودراسة أنواع تدريب القوى البشرية وبرامجها في قطاع الأمن، بغرض تحقيق الكفاءة والفاعلية.
وشمل المؤتمر تغطية ثلاثة محاور وهي: الفرص والتهديدات التي تواجه التدريب الأمني، وأثرها على مهنية قوى الأمن، وحوكمة التدريب في المؤسسة الأمنية الفلسطينية، و أنواع التدريب والبرامج الخاصة بتطوير القوى البشرية.
و شاركت جامعة الاستقلال بعدة أبحاث مميزة منها :
· استراتيجية التدريب وأثرها على أداء العاملين في المؤسسة الأمنية " جهاز الدفاع المدني أنموذجاً . مقدم من د. عفاف علي حساسنة .
· واقع التدريب في عصر الذكاء الاصطناعي. مقدم من د. م إسلام عبد دراغمة، والرائد خولة الفهد
· مستوى جودة التدريب و مستوى الضغط النفسي لدى موظفي المؤسسة الأمنية في محافظة أريحا والأغوار مقدم من أ. مريم فرح ، و د. ياسر أبو حامد .
· التحديات التي تواجه التدريب في المؤسسة الأمنية وسبل التغلب عليها منذ حرب السابع من أكتوبر 2023 (المخابرات العامة والأمن الوقائي أنموذجاً) مقدم من الرائد خولة الفهد والمقدم نسرين رومة .
و في الجلسة الختامية للمؤتمر تمت المناقشة العامة ، و النتائج و التوصيات ، وتكريم الباحثين و تسليم الشهادات التقديرية .