ناقشت كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الاستقلال اليوم الأربعاء رسالة ماجستير للطالب أحمد أبو عقل والموسومة "دور المفاوضات في تسوية النزاعات الدولية- دراسة في الحالة الفلسطينية - الإسرائيلية".
وتكونت لجنة المناقشة من د.نظام صلاحات ا(مشرفاً) و د.رياض شريم(ممتحناً داخلياً)، و د. طلال عودة (ممتحناً خارجياً) و ذلك في قاعة الدكتور نايف جراد في كلية الدراسات العليا و البحث العلمي.
وهدف موضوع الدراسة إلى فهم الأسباب البنيوية و الموضوعية التي أدت إلى فشل المفاوضات في الحالة الفلسطينية الإسرائيلية وفي إطار هذا الهدف العام تحقق الدراسة الأهداف النظرية و العملية على الصعيد النظري في ضوء الحالة الفلسطينية وتقدم الدراسة إختباراً لفعالية منهج حل الصراعات و التي تعتبر أداة التفاوض أحد روافعه الرئيسية، وتحليل أسباب فشل المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية في إطار منهج حل الصراعات.
وإنطلقت الدراسة من فرضية مفادها أن إطار المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية كان اطار مشوهاً و منقوصاً لا يستجيب لأسباب الصراع الحقيقية و إفتقد للظروف المعيارية لنجاحها من حيث حسابات توازن القوى و إفتقارها لآليات الإلزام الدولية.
وخلصت الدراسة بإنه كان الإختلال في شروط التفاوض بالإضافة إلى الدعم الدولي المطلق خصوصاً الدعم الذي تقدمه الدولايات المتحدة الأمريكية للإحتلال الإسرائيلي واضحاً بين طرفي التفاوض وإنعكس ذلك على المسار التفاوضي، وعدم فعالية منهج حل الصراعات في الصراعات غير المتناظرة والتي تفتقر إلى توازن القوى لأسباب عدم التوازن في القوى ،وتوصلت الدراسة إلى أن حالة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لم تحقق الشروط المعيارية لنجاحها من حيث توازن القوى و عدم وجود ضمانات و آليات إلزام.
وتُظهر الدراسة أن المفاوضات بالشروط التي تمت عليها ليست منهجا مناسباً لحل الصراعات وتحقيق السلام، خاصةً في حالة الصراعات المعقدة التي تتسم بعدم التوازن في القوى أو إنعدام للإلزامية الدولية، وبدلاً من ذلك تقترح الدراسة الذهاب إلى منهج تحويل الصراعات بإعتباره منهجاً قادراً على إحداث تغيير جذري في بيئة ومركز الصراع وجوهره نحو السلام العادل الذي يضمن الإستقرار ويعزز التفاهم بين أطراف الصراع.
وفي الختام، أشادت اللجنة بجهود الباحث وبعرضه المتميز لموضوع الدراسة، وأوصت بنجاحه بعد الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات اللازمة، لإثراء الجانب البحثي في الدراسة.
وناقشت الرسالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حيث شهد مراحل عديدة قبل أن يصل إلى مرحلة التسوية السلمية عن طريق المفاوضات التي إنطلقت فعلياً مطلع التسعينات القرن الماضي بدايةً بمؤتمر مدريد للسلام مروراً بإتفاق أوسلو عام 1993م لكن دون التوصل إلى نتيجة خاصة للطرف الفلسطيني بل كان هذا التفاوض في جُله يخدم مصالح الإحتلال الإسرائيلي وذلك نظراً لدعم القوى الدولية الكبرى على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية للمصالح الإسرائيلية ويبقى إختلال ميزان القوة بين الدول المتنازعة عاملاً حاسماً ومهماً في إرساء السلام عن طريق المفاوضات.
وتعتبر المفاوضات واحدة من الوسائل السلمية التي تساهم في حل الصراعات، و عنصراً رئيسياً في منهج حل الصراعات، و يُعد توازن القوى والضمانات الدولية وآليات الإلزام عوامل رئيسة وحاسمة لنجاح المفاوضات فعندما تكون القوى بين الأطراف متوازنة ويكون هنالك ضمانة دولية يزداد إحتمال الوصول إلى إتفاقيات مستدامة وعادلة.
ويعد مصطلح تحويل الصراع يعني خلق إستجابات متكيفة تجاه الصراع البشري من خلال عمليات تغيير تزيد العدالة وتقلل العنف وإستجابة للمشكلات الحقيقية في الحياة ضمن العلاقات البشرية، فالإنتقال من فكرة الحل إلى فكرة التحويل أننا نغير من فكرتنا الإرشادية أو نتوسع فيها، فمفهوم التحويل هو كيف ننهي شيئاً غير مرغوب فيه ونبدأ شيئاً آخر نرغب فيه، فكل من فكرة الحل والتحويل أنهما يقومان على مبدأ السير في إطار عملية متكاملة ففكرة التحويل تتضمن الإسهامات والمداخل التي تفترضها اللغة المتمركزة على حل الصراع ولكنه غير مقيد بها وهكذا يمضي التحويل لأبعد من العملية التي ترتكز على حل الصراع ويسعى التحويل إلى إيجاد مركز الصراع.