مناقشة رسالة ماجستير حول المقاربات النظرية الإجرامية في كشف الغموض عن مسارح الجريمة من وجهة نظر العاملين في المختبر الجنائي والأدلة الجنائية
ناقشت كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الاستقلال اليوم الأربعاء رسالة ماجستير إلكترونياً للطالب ثائر هاني سليمان طروه والموسومة "المقاربات النظرية الإجرامية في كشف الغموض عن مسارح الجريمة من وجهة نظر العاملين في المختبر الجنائي والأدلة الجنائية".
وتكونت لجنة المناقشة من د. توفيق أبو حديد (مشرفاً)، و د. محمد أبو كف (ممتحناً داخلياً)، و د. محمود الشيخ (ممتحناً خارجياً) .
وهدف موضوع الدراسة للتعرف على على مدى إسهام نظريات علم الإجرام، والمتمثلة في نظرية الارتباط التفاضلي ونظرية الاختبار العقلاني، ونظرية الأتومي، ونظرية الضغوط العامة، ونظرية الروابط الاجتماعية، في كشف الغموض في مسرح الجريمة، وذلك من خلال تحليل ثلاثة أبعاد رئيسة تمثلت في تعقيد الأدلة، وتعدد الدوافع وتفاعل الظروف الاجتماعية. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي كإطار منهجي مناسب الطبيعة المشكلة البحثية، فيما تم استخدام أداة الاستبانة لجمع البيانات من عينة الدراسة، التي شملت العاملين في المختبرات الجنائية والأدلة الجنائية في جميع محافظات الضفة الغربية بفلسطين، وبلغ حجم مجتمع الدراسة (198) فردا، تم تطبيق أداة الدراسة عليهم باستخدام أسلوب المسح الشامل.
وتوصلت الدراسة إلى أن النظريات الإجرامية مجتمعة تسهم بدرجة كبيرة في تفسير الغموض في مسرح الجريمة، مما يدل على فاعلية النموذج النظري التكاملي، بينما لم تظهر نظرية الارتباط التفاضلي ونظرية الاختيار العقلاني أثراً دالاً في هذا السياق، كما تبين أن نظرية الأتومي أسهمت بدرجة متوسطة، في حين لم تظهر نظرية الضغوط العامة أثراً معنويا يعتد به بينما أثبتت نظرية الروابط الاجتماعية فاعلية عالية في تفسير الغموض، لاسيما فيما يتعلق بفهم الظروف الاجتماعية والسياقات الأسرية المحيطة بالجريمة.
وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات العملية، من أبرزها: ضرورة تعزيز تحليل الروابط الاجتماعية داخل مسرح الجريمة من خلال تطوير أدوات استقصائية متخصصة، وتوظيف نظرية الأتومي في البيئات منخفضة التنظيم الاجتماعي عبر خرائط جنائية تراعي المؤشرات الهيكلية، إلى جانب تقييد استخدام بعض النظريات كالاختيار العقلاني والضغوط العامة بسياقات محددة تتوافر فيها الشروط اللازمة لتفعيلها، مع التأكيد على اعتماد النموذج التفسيري التكاملي في مراحل التحليل المتقدمة داخل مسرح الجريمة.
وفي الختام، أشادت اللجنة بجهود الباحث وبعرضه المتميز لموضوع الدراسة، وأوصت بنجاحه بعد الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات اللازمة، لإثراء الجانب البحثي في الدراسة.