مناقشة رسالة ماجستير حول التفكير الاستراتيجي و علاقته بالبراعة التنظيمية في مؤسسات القطاع العام الفلسطيني
ناقشت كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الاستقلال اليوم الإثنين رسالة ماجستير للطالب مؤيد زين الدين والموسومة التفكير الاستراتيجي و علاقته بالبراعة التنظيمية في مؤسسات القطاع العام الفلسطيني
وتكونت لجنة المناقشة من د.محمد الكرم ( مشرفاً) ، و د. زياد شرقاوي (ممتحناً داخلياً)، و د. سامر عرقاوي (ممتحناً خارجياً).
هدفت الدراسة الى التعرف على مستوى التفكير الاستراتيجي وعلاقته بالبراعة التنظيمية في مؤسسات القطاع العام الفلسطيني وزارة الداخلية الفلسطينية نموذجا. اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وقد تم تطوير استبانة كأداة لجمع البيانات مكونة من (42) فقرة موزعة على متغيرات الدراسة. حيث تم جمع البيانات باستخدام استبيان من عينة بلغت (186) موظفا إداريا من مجتمع الدراسة الكلى للعاملين في وزارة الداخلية الفلسطينية وعددهم الإجمالي (360) ، مما وفر قاعدة بيانات قوية لتحليل العلاقة بين متغيرات الدراسة وتم تحليلها ببرنامج SPSS و AMOS، و اختبارات LSD و MANOVA.
وقد أظهرت النتائج أن مستوى التفكير الاستراتيجي مرتفع بمتوسط حسابي 3.45، حيث تفوق التفكير الشامل بمتوسط (3.57) ، تلاه التفكير القصدي (3.46) تم التفكير بالوقت المناسب (3.43)، وكان التفكير الفرصي الأضعف بمتوسط (3.35). وتميز التفكير الشامل بقوة في توضيحدور الوزارة وأهدافها للمجتمع، لكنه أظهر ضعفاً في إشراك الموظفين في صياغة الرؤية المستقبلية.
أما التفكير القصدي فقد برز بوضوح الأهداف المستقبلية، لكن توجيه الإدارة العليا للجهود نحو الأهداف بعيدة المدى كان محدودا .. والتفكير الفرصى أظهر تشجيعا متوسطا لتقديم أفكار جديدة، مع ضعف في دعم المبادرات الفردية لاستثمار الفرص. بينما التفكير بالوقت المناسب تميز بانسجام الخطط الحالية مع المستقبلية، لكنه أشار إلى حاجة لتحسين وضع سيناريوهات مستقبلية لدعم اتخاذ القرار
وفيما يتعلق بالبراعة التنظيمية سجلت مستوى مرتفعا ، حيث تفوق بعد الاستغلال بمتوسط (3.85)، خاصة في استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين الخدمات، بينما كان بعد الاستكشاف أضعف بمتوسط (3.17)، مع وجود تحديات في تجربة أفكار جديدة محفوفة بالمخاطرة. كما اظهرت النتائج ارتباطا قويا " بين التفكير الاستراتيجي والبراعة التنظيمية، حيث ارتبطت ثلاثة أبعاد (التفكير الفرصي 61% التفكير بالوقت المناسب 57% التفكير الشامل (20%) بالبراعة التنظيمية، بينما لم يظهر التفكير القصدي ارتباطا " دالا " إحصائيا ".
وقد أظهرت النتائج بان التفكير الاستراتيجي يفسر 96% من التباين في البراعة التنظيمية، مع تأثير بنسبة 87%. اما بـ النسبة للفروق الديموغرافية، فقد أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بناء على متغيرات العمر 30-39 و 40-49 سنة)، وسنوات الخدمة أقل من 10 سنوات، والمسمى الوظيفي رؤساء الأقسام، بينما لم تظهر فروق دالة بناء على الجنس أو المؤهل العلمي.
واقترحت الدراسة مجموعة من التوصيات تشمل تعزيز التفكير الفرصي من خلال برامج تدريبية ومنصات لتقديم الأفكار الجديدة، وتحسين التفكير بالوقت المناسب عبر تدريب على إدارة الوقت ووضع سيناريوهات مستقبلية، وزيادة مشاركة الموظفين في صياغة الرؤية الاستراتيجية، وإعادة تقييم التفكير القصدي لتحسين توجيه الإدارة العليا، وتشجيع الابتكار في البراعة التنظيمية عبر تمويل المبادرات وتدريب على إدارة المخاطر، وتصميم برامج تدريبية مخصصة بناء على الفروق الديموغرافية ودمج التفكير الاستراتيجي في العمليات التنظيمية مع إنشاء وحدة مراقبة استراتيجية لمتابعة تنفيذ الخطط.
وفي الختام، أشادت اللجنة بجهود الباحث وبعرضه المتميز لموضوع الدراسة، وأوصت بنجاحه بعد الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات اللازمة، لإثراء الجانب البحثي في الدراسة.