مناقشة رسالة ماجستير حول الضغط النفسي المدرك واستراتيجيات مواجهته لدى زوجات الشهداء في فلسطين محافظة جنين نموذجاً
ناقشت كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الاستقلال اليوم الثلاثاء رسالة ماجستير للطالبة بتول بلال أبو عرة والموسومة الضغط النفسي المدرك واستراتيجيات مواجهته لدى زوجات الشهداء في فلسطين محافظة جنين نموذجاً
وتكونت لجنة المناقشة من د. حسن الحيح ( مشرفاً)، و د. محمد عساف (ممتحناً داخلياً)، و د. إبرهيم المصري (ممتحناً خارجياً).
وهدفت الدراسة الحالية إلى معرفة مستوى الضغط النفسي المدرك واستراتيجيات مواجهته لدى زوجات الشهداء في فلسطين (محافظة جنين نموذجاً)، إضافة إلى التعرف فيما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية في مقاييس الدراسة تبعاً لمتغيرات مثل العمر، المستوى التعليمي، عدد الأبناء، العمل، مكان السكن، وتاريخ استشهاد الزوج.
واعتمدت الدراسة المنهج الوصف التحليلي لتحقيق أهدافها، حيث تكون مجتمع الدراسة من 130 زوجة من زوجات الشهداء تم اختيارهن مسحاً شاملاً، وطبقت عليهن مقاييس الدراسة لقياس مظاهر الضغط النفسي واستراتيجيات مواجهته.
أظهرت نتائج الدراسة أن الدرجة الكلية لتقديرات زوجات الشهداء حول مظاهر الضغط النفسي كانت مرتفعة، مما يعكس المعاناة النفسية الكبيرة التي يواجهنها نتيجة فقدان أزواجهن وتحمل مسؤوليات الأسرة والأعباء اليومية في ظل ظروف معيشية واجتماعية صعبة.
كما تبين أن استراتيجيات مواجهة الضغط النفسي لديهن كانت مرتفعة أيضاً، مما يشير إلى امتلاك الزوجات قدرات عالية على التكيف والصمود النفسي، وذلك من خلال الاستعانة بالدعم الاجتماعي، الانخراط في الأنشطة المجتمعية، الاعتماد على القيم الدينية، وتبني أساليب مواجهة إيجابية تساعدهن على تجاوز المشاعر السلبية الناتجة عن الفقد.
وأظهرت الدراسة أيضاً أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الضغط النفسي أو استراتيجيات مواجهته تعزى لمتغيرات الدراسة مثل العمر، المستوى التعليمي، عدد الأبناء، العمل، مكان السكن، أو تاريخ استشهاد الزوج، مما يدل على أن تجربة فقدان الزوج تؤثر بشكل موحد تقريباً على جميع الزوجات بغض النظر عن الخصائص الديموغرافية.
وفي ضوء هذه النتائج، أوصت الدراسة بإطلاق برامج إرشاد نفسي متخصصة تُعنى بزوجات الشهداء، تُنفذ من قبل مختصين في الصحة النفسية والاجتماعية، وتفعيل مراكز دعم نفسي مجتمعي دائمة في محافظة جنين تُدار بالشراكة بين المؤسسات الحكومية والأهلية، إضافة إلى تعزيز الجانب الديني والروحي ضمن برامج الدعم النفسي، لما له من أثر مثبت في خفض الضغط النفسي وزيادة المرونة النفسية لدى الزوجات.
وفي الختام، أشادت اللجنة بجهود الباحثة وبعرضها المتميز لموضوع الدراسة، وأوصت بنجاحها بعد الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات اللازمة، لإثراء الجانب البحثي في الدراسة.